احمد القرني : بشكل متسارع ومثير للقلق انتشرت ظاهرة هروب الفتيات في السعودية وبدأ علماء في علم الاجتماع يدقون ناقوس الخطر وينادون بصوت عال إلى التعاطي مع هذه القضية والتعامل معها بطريقة سليمة قبل فوات الأوان، وفي حوار خاص له يؤكد الدكتور
إبراهيم محمد الأمين المتخصص في علم الاجتماع والجريمة ان نحو 1000 فتاة يمكن ان توصف "بالهاربة" أظهرتها دراسات محلية في السعودية.
وعرّف الأمين الفتاة الهاربة بتلك التي تغيب عن بيت ذويها لمدة يوم كامل دون إذنهم، مشيرا إلى ان الظاهرة اخذت في التنامي بشكل كبير في الآونة الأخيرة، ولم يعد من الممكن تسميتها بالمشكلة كونها تحولت بالفعل الى ظاهرة، وطالب بدراسة تلك الظاهرة وبحث أسباب تزايدها وإيجاد معالجات سليمة لها.
ويقسّم الدكتور الأمين هروب الفتيات إلى قسمين: الاول هروب معنوي وفيه تنزوي الفتاة في البيت هاربة من محيطها ومجتمعها بسبب مشاكل نفسية واجتماعية وحرمان عاطفي يحولها الى كائن منعزل ولا يتعاطى من الآخرين، والثاني هروب مادي تقوم فيه الفتاة بهجرة بيت أهلها دون علمهم نتيجة للأسباب عينها مع توفر الظروف التي تدفعها للهرب.
ويعتقد الباحث السعودي ان
الإعلام يلعب دور كبير في تنامي هذه الظاهرة وذلك من خلال تسليطه الضوء على نماذج سيئة لا يمكن ان تشكل قدوة حسنة للمجتمعات العربية والاسلامية، مؤكدا ان الاعلام مطالب بلعب دور إيجابي وليس العكس، بينما تعتبر الأسرة هي المسؤول الأول عن وصول الفتاة الى هذه المرحلة.
وبحسب الدكتور الأمين فإن الكثير من الفتيات اللواتي يهربن من أسرهن يتحولن الى لقمة سائغة لمن يريد استغلالهم ويسقط الكثير منهن في وحل الدعارة وتعاطي المخدرات، وهو أمر يستدعي وقفة عاجلة ومعالجة سريعة.